تسأل إحدى الفتيات: صديقتى عمرها 33 عاما، ولم ترتبط حتى الآن وتشعر أنها عانس مما ينكس هذا على سلوكها ودائما ما تحاول الانتقام من أصدقائها فهل هذا نوع من الاكتئاب، وهل يمكن أن تصاب العانس بالاكتئاب وكيف يمكن علاجه؟
يجيب الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية قائلا:
لابد أن نعرف كلمة عانس هل مجرد التأخير فى الزواج أم أن الفتاة صغيرة وتشعر أنها تأخرت فى عدم زواجها فهناك فتاة عمرها لم يتعد سن العشرين، وتشعر أنها غير مرغوبة أو أنها لا تجد من يهتم بها فينتابها الشعور بالعنوسة أو أنها عانس وأخريات وصلن على مشارف الخمسينات ولم يتزوجن ولم ينتابهن الشعور بأنهن عوانس.
ويقول إن كلمة عانس ليس مجرد التأخير فى سن الزواج وإنما هو إحساس بحرمان عاطفى شديد يسيطر على جميع جوانح تلك الفتاة مما يؤثر بالسلب على الوظائف المعرفية مثل الانتباه والتركيز والذاكرة كما يؤثر على الجهاز العصبى اللا إرادى لها مما يجعلها تقدم على بعض التصرفات الغير لائقة لها والغير مقبولة بالنسبة لها والتى منطقيا ترفضها ولكنها تقدم عليها تحت ضغط الحاجة النفسية العاطفية.
وهناك أخريات يقلبن على بعض التصرفات الهستيرية اللاشعورية مثل تكرارهن محاولات الانتحار أو بدقة أكثر الإظهار للآخرين أنها محاولات الانتحار مثل تعاطى بعض الأدوية التى تعلم أنها لا تؤدى إلى الوفاة أو تعمد الإصابات السطحية بجوار الشرايين الرئيسية بالجسم على أساس أن تظهر محاولة انتحار.
والبعض الآخر يلجا لتصرفات لاشعورية مثل العصبية مع الآخرين وإحداث مشاكل معهم دون سبب واضح لها وقد ينتاب البعض منهن موجات من الاكتئاب الشديد قد تؤدى إلى الانتحار الفعلى إذا لم يتم علاجهن فورا وأخريات قد يزداد وزنهن بشكل كبير أو العكس يفقدن أوزانهن بصورة واضحة وقد يلجان البعض للتدخين بشراهة أو تعاطى بعض الكحوليات والمخدرات وقد تصاب الفتاة ببعض الأمراض النفجسمانية مثل زيادة ضربات القلب وآلام المعدة والصداع وخنقه الرقبة وتنميل أو عرق أو برودة الأطراف بالإضافة إلى ألام جسمانية غير مبررة وحدوث اضطرابات أثناء الطمث.
والعلاج يتمثل فى العلاج المعرفى بأن يفهمها الطبيب أن هناك بدائل أخرى بان تشغل نفسها فى عملها أو تلجا لتكملة دراستها أو أن تلجأ للعمل التطوعى وأحيانا يلجأن إلى مضادات الاكتئاب وبعض المهدئات ولكن سرعان ما تعود مرة أخرى لوجود السبب وعدم الارتباط أو الانشغال بأمور أخرى.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع